ظلموك ايتها الحيـــــــــــــــــــــــاة

ظلموك أيتها الحياة..

عندما يربحون بحياتهم ويفوزون بما يريدونه يقولون..لأننا تعلمنا..أو لأننا تعبنا من أجل الحصول عليه..قليل منهم من يشكر خالقه!!.. وقليل منهم من ينسب النجاح والنصر إلى رقة الحياة.. وجمالها..الأصعب أنهم حين يخسرون أحبائهم أو أعمالهم أو أية فرصة كانت بيدهم يقولون..تبا لهذه الحياة.. سحقا للدنيا..دائما أنت قاسية علينا؟!.. ولكن لماذا ؟!.. لماذا أخطاءنا دائما نرميها على أحضان الدنيا؟!.. لماذا دائما نترك الضحايا على أكتافها؟!.. لماذا لا ننسب الفشل إلى أنفسنا ..أو إلى الأشخاص الذين وجدوا في الدنيا.. لماذا دائما الحياة؟!.. قليل منهم من يحبوك يا حياة..قليل.. وانت دائما تعطينهم دفؤك ..أرضك..شمسك وهواءك..ثمارك..ماءك..وكل ما أنعمه الله بك!!!.. أتذكرين أيتها الحياة..حين جلست معك وخاطبتك ؟!!.. قلت لك: ظلموك أيتها الحياة..أقسي عليهم أكثر..لا تعطينهم الهواء أو الماء أو الأزهار..أو كل ما يحبونه!!.. قلت لي: صديقتي العزيزة..قليل من يفهمني ..أنا حقا لا أساوي شيئا..أترين تلك البعوضة تساوي أكثر من في الوجود!!!!! أما أنا فلا .. أنا هي دار ابتلاء..ارض واسعة.. خلقني خالقك.. و أنعمني خالقك..كل اعضاءي من أشجار..من ماء..من هواء..ليست ملكي ولا ملكك!!.. ولا ملك أي إنسان..كل النعم لله وحده..أما قولك لي أقسي عليهم أكثر ..لا أستطيع ان افعل ذلك ..فانا اضعف مخلوقات لله ..وحتى لو كنت استطيع ذلك لما فعلت..قلت لها :كيف ذلك..قالت لي: نجاح الإنسان مرتبط بصبره وتعبه وعمله بعزمه..أما فشله فهو لسببين لا ثالث لهما..الأول عدم الصبر..والآخر عدم تحمله أية مسؤولية..أفهمت عزيزتي؟!.. قلت لها : نعم ..ولكن لماذا يظلمونك؟!.. قالت لي: قليل منا من لديه قوة الصبر والتحمل وشكر الله على كل حال.. الإنسان خلق غير مكتمل لان صفة الكمال دائما لله..وليس على الإنسان الناجح في حياته ان يبقى ناجحا في كل أموره..كما أنه ليس على الإنسان الفاشل ان يبقى فاشلا في كل حياته وجميع أعماله.. فقد وضع الله لكل إنسان موهبة أو عمل ولدت معه ..هذا كل ما لدي لأقوله لك..ولكن لي طلب عندك .. وأتمنى ان تسمعيني!!.. قلت لها: يشرفني ان أخدمك ..أيتها الحياة الصبورة..قالت لي: عديني بان لا تكرهيني أبدا.. وان فشلت بحياتك..عديني بان تقاومي مشقات الحياة لتصلي إلى هدفك المنشود..عديني بان تخبري الجميع ما قلته لك..هذا هو طلبي ..قلت لها: أهذا فقط..من كل قلبي سأسعى جاهدة لأفعل ذلك .. وأتمنى بأن يأتي ذلك اليوم الذي لا يضع به أبناؤك اللوم عليك ...